تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أضرار الأطعمة السريعة على ميكروبيوم الأمعاء وما يجب تناوله بدلا منها

أضرار الأطعمة السريعة على ميكروبيوم الأمعاء وما يجب تناوله بدلا منها

  • 8 min read
فوائد النظام الغدائي النباتي،
فوائد النظام الغذائي النباتي

ما هو ميكروبيوم الأمعاء؟ وما هي العوامل المؤثرة في توازنه؟

ميكروبيوم الأمعاء عبارة عن مجموعة من البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش في أمعائك والتي تؤثر على كل شيء في جسمك، من الالتهابات إلى صحة القلب. وقد نشر الموقع العالمي Healthline المتخصص في الصحة مقالا بالإنجليزية بقلم دان جراي في 20 سبتمبر 2019. حول خطورة الأطعمة السريعة وأضرارها على ميكروبيوم الأمعاء، والنظام الغذائي النباتي المتوازن كبديل . وجاء فيه:

يقول الدكتور رودولف بيدفورد-اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا ، كاليفورنيا-: “يحتوي الميكروبيوم على تريليونات وتريليونات من الميكروبات والكائنات الدقيقة”. يساعد ميكروبيوم الأمعاء بشكل أساسي على تدريب جهاز المناعة في مرحلة الطفولة والبلوغ ، والتعرف على الميكروبات الضارة المختلفة التي قد تدخل الجسم والتفاعل معها ، مما يساعد أيضًا على تحسين صحة المناعة. يعد الميكروبيوم جانبًا مهمًا جدًا من جوانب صحتنا العامة “.

وبالتالي عندما تكون الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الجهاز الهضمي متوازنة بشكل صحيح، فإنها تعزز صحة الجهاز الهضمي، جنبًا إلى جنب مع جهاز المناعة، وحركات الأمعاء، والتمثيل الغذائي، والهرمونات التي تساعد في تنظيم الشهية.

وفي نقيض ذلك إن كان الميكروبيوم داخل الجسم غير متوازن، يمكن يؤدي ذلك إلى خروج الأمور عن السيطرة.

يقول شارون زارابي، وهو مدير برنامج لعلاج السمنة في Lenox Hill: “ما حدث هو أننا انتقلنا إلى نظام غذائي غربي يتضمن أطعمة عالية المعالجة مثل الخبز والأرز والمعكرونة والكثير من لحوم الحيوانات… ولقد غير ذلك تناغم الميكروبيوم…؛فالكثير من بكتيريا الأمعاء غير متوازنة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي، وانخفاض جهاز المناعة، وحتى تكاثر الخلايا السرطانية.”

وبخصوص الوجبات السريعة وأثرها على ميكروبيوم الأمعاء،فيقول الباحثون وخبراء الصحة والتغذية أن الوجبات السريعة يمكن أن تنتج مستويات أعلى من البكتيريا المدمرة التي تضر الأمعاء، وبالتالي فتناول الكثير من الوجبات السريعة وغيرها من الأطعمة غير الصحية كالأطعمة المليئة بالدهون والسكر والأطعمة والمصنعة والمشتقة من الحيوانات من شأنه أن يطور من مستوى ولوج البكتيريا المدمر للأمعاء، وبالتالي القضاء على ميكروبيوم.

ويزيد هذا الميكروبيوم غير الصحي في ارتفاع نسبة خطر الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية ومتلازمة القولون العصبي ، بالإضافة إلى مرض السكري وحتى السرطان.

ولقد توصلت إحدى الدراسات التي أجريت على 1425 شخصًا في هولندا ، إلى أن أولئك الذين تناولوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالأطعمة الدهنية والمصنعة والمشتقة من الحيوانات لديهم مستويات أعلى من البكتيريا المدمرة التي تنتج السموم التي تضر الأمعاء. على الجانب الآخر ، كان لدى الأشخاص الذين تتكون وجباتهم الغذائية من المزيد من النباتات والأسماك مستويات أعلى من البكتيريا الصحية ذات التأثيرات المضادة للالتهابات.

يقول الطاقم العلمي لهذه الدراسة:”لقد أظهرنا أن الأنماط الغذائية التي تتكون من البقوليات والخبز والأسماك والمكسرات تسبب في توفر نسبة أقل من مجموعات البكتيريا الضارة. وأيضا على مستوى تخليق السموم الداخلية وعلامات الالتهاب في البراز”.

“وتوفر نسب أعلى من هذه البكتيريا وهذه السموم يكون السبب في الإصابة بمرض التهاب الأمعاء وسرطان القولون والمستقيم.”

وفي الجهة المقابلة فإن تناول الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الدهون واللحوم يؤول بالجهاز الهضمي إلى استقبال مستويات أعلى من البكتيريا الضارة والسموم، مما يعني تواجد ارتباط بين إجمالي تناول الدهون مع تواجد لهذه البكتيريا الضارة والسموم داخل الأمعاء؛ وبالتالي رفع مستوى درجات الخطر في الإصابة بأمراض الأمعاء الإلتهابية وتلف الكبد وسرطان القولون.

وعليه فإتباع نظام غذائي يتكون أساسًا من الخضار والأسماك والمكسرات والبقوليات من أهم شروط  الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام والأمعاء بشكل خاص.

وعلى مستوى آخر وبغض النظر عن الفوائد الصحية التي يمكن جنيها والاستفادة منها خلال الاعتماد على نظام غذائي يرتكز على خفض الدهون والبروتين الحيواني والسكر، فإن ما يتم تناوله من طرفنا يحدد صحة النظام البيئي من داخلنا.

يقول الدكتور إلروي فوداني ، مؤسس Regenera Medical في لوس أنجلوس ، لموقع Healthline: “أحب أن أفكر في الميكروبيوم على أنه حديقة تزن 3 إلى 5 أرطال نعيشها داخلنا”.

وبالتالي “فما تطعمه لتلك الحديقة يحدد نوع النباتات التي تنمو فيها. فإذا قمت بتزويدها بوقود يدعم البكتيريا الصحية المضادة للالتهابات، مثل الألياف النباتية والدهون النباتية ، فستحصل على حديقة بها بكتيريا صحية جيدة وخميرة تعيش بداخلها. أما “إذا زودت الحديقة بالأطعمة المصنعة والسكر والدهون الحيوانية، فإن الأعشاب الضارة ستنمو في تلك الحديقة.  وهذه الحديقة في الأساس، هي كتلة حيوية حية وتتنفس وتستجيب بشدة لما تضعه فيها. عندما تضع أشياء صحية ، تحصل على أشياء صحية “.

ما هو النظام الغذائي المفيد لميكروبيوم الأمعاء؟

يمكن أن يلعب النظام الغذائي النباتي دورا كبيرا في تعزيز صحة الجسم والجهاز الهضمي بشكل عام وميكربيوم الأمعاء بشكل خاص، غير أنه لا يجب جاهل العناصر الغذائية المهمة للجسم والبروتينات.

والميكروبيوم الصحي هو ميكروبيوم يتسم بالتنوع، والسبيل الأمثل لتحقيقه هو اتباع نظام غذائي نباتي.

يجب الإشارة إلى أن اتباع نظام غدائي نباتي لا يعني بالضرورة اختيار نظام نباتي صارم. ولكن من المهم أن يرتكز هذا النظام على الحد من تناول اللحوم.

وهذا ما أظهره أحد البحوث الحديثة والذي توصل إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي لمدة أربع أشهر يمكن أن يعزز ميكروبيوم الأمعاء، وهذا بدوره يؤدي إل عدة تحسينا على مستوى وزن الجسم وعلى مستوى إدارة السكر في الدم.

 لكن هذا لا يعني بالضرورة التخلي إطلاقا عن اللحوم ومنتجات الألبان نهائيا. غير أنه من المهم أن يكون الانتقال إلى نظام غذائي نباتي هو الخيار الأكثر صحة على الأرجح.

وأيضا هذا ما يمكن ملاحظته من خلال بحث علمي بقيادة الدكتورة هانا كاهليوفا. تم تقديمه في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في برشلونة في إسبانيا. وتمت في دراسة 147 مشتركا، تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين؛ بحيت اتبعت المجموعة الأولى نظاما غذائيا نباتيا قليل الدسم، والمجموعة الأخرى لم يجرو أي تغييرات على نظامهم الغذائي.

بعد الانتهاء من الدراسة التي استمرت 16 أسبوعًا، أفاد الباحثون أن المجموعة التي اعتمد النظام الغذائي النباتي شهدت انخفاضا في وزن الجسم وكتلة الدهون ومستويات الدهون الحشوية.

تقول الدكتورة كاهليوفا لـ موقع Healthline: “توقعنا أن نرى تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء في نظام غذائي نباتي”. ” غير أنه كان من المدهش أن نرى مدى سرعة حدوث التغييرات ومدى عمقها.”

وعندما سئلت الدكتورة كاهلوفا عن أبرز استفادة واضحة لا لبس فيها من خلال هذا البحث.

أجابت “تناولي المزيد من النباتات..تحتوي على الألياف يعزز ميكروبيوم الأمعاء وصحة التمثيل الغذائي.”

وتظهر دراسات متعددة فوائد النظام الغذائي النباتي؛ بحيت تعد مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والمغذيات النباتية والألياف من أعظم العوامل التي تنبئ بصحة الأمعاء الجيدة.

ولكن هل نحتاج بالضرورة إلى نظام غذائي نباتي صارم لتحسين ميكروبيوم الأمعاء؟

يشير اختصاصيو التغذية إلا أنه رغم أن النظام الغذائي النباتي هو الطريقة الأمثل إلا أن هذا لا يعني بالضرورة اتباع نظام غذائي نباتي صارم خال نهائيا من مختلف العناصر الغذائية الأخرى.

يقول الدكتور زرابي في هذا الشأن:” عندما نأكل طبقًا أكثر تنوعًا من الأطعمة التي تحتوي على مغذيات كبيرة مختلفة، مثل البروتين والألياف والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية، فإننا نزيد من تنوع الميكروبيوم”.

ويقول في موضع آخر:” النظام الغذائي النباتي الذي يروج للأطعمة الغنية بالألياف التي تأتي من النباتات سيحسن ميكروبيوم الأمعاء. ولكن عندما نبدأ في التخلص من جميع البروتينات الحيوانية، فإننا نميل إلى تقييد أنفسنا بمصدر البروتين لدينا، وفي حالة ما كنت تتبع نظام غذائي نباتي، فإنه يأتي في الغالب من الفاصوليا وبعض الخضار، لذلك من المهم حقًا التأكد من أنك لا تعاني من نقص في أي مغذيات”.

ويحذر المتخصصون من مسألة مهمة وهي أن هذه الأفضلية للنظام الغذائي النباتي يمكن تنقلب عكسيا، فيصبح هذا النظام النباتي أقل فائدة لجسم الإنسان؛ وهذا في حالة عدم اتباع نظام غدائي نباتي متكامل يوفر جميع العناصر المغذية للجسم.

وفي هذا الساق يقول كيركباتريك: “يمكن أن يكون النظام الغذائي النباتي أقل فائدة إذا كانت جميع الأطعمة الخاصة بك هي وجبات عشاء مجمدة وحبوب بيضاء… يوصى بإجراء البحث والاجتماع بطبيبك أو اختصاصي التغذية لمساعدتك على البدء.”

وعند تخطيطك لوجبة، من المفيد التفكير في التقسيم الثلاثي؛ بحيث يجب أن يكون ثلث الطبق من الخضار، والثلث الثاني يجب أن يكون من مصادر البروتين الخالية من الدهون، بينما الثالث الأخير يجب أن يكون من الكربوهيدرات المعقدة، مثل البطاطس الحلوة، والبنجر، والكينوا، والنخالة، والشوفان.

هناك أيضًا مساحة للدهون الصحية، مثل زيت الزيتون أو زيت الأفوكادو، لأنها تساعد في تحسين صحة القلب.

يوصي كيركباتريك بالاستغناء عن اللحوم الحمراء والمعالجة تمامًا ، أو على الأقل تحديد هذه المنتجات مرتين في الشهر.

قال زرابي:”أنت ما تأكله، لذا فإن ما يدخل جسمك يؤثر على صحتك…فحاول تناول الطعام بالقرب من الطبيعة قدر الإمكان”. “فكر فيما تضعه في جسدك. كم عدد الخطوات التي يجب أن يمر بها للوصول إليك؟ اختر الأطعمة القريبة من الطبيعة ، تلك التي تحتوي على مكون واحد. إنهم الأفضل لك “.

لمعرفة المزيد حول فوائد النظام النباتي للجهاز الهضمي يمكنك قراءة: علاج جرثومة المعدة نهائيا من خلال هذا النظام الغذائي العلاجي

المصدر:

مقال بعنوان: Fast Foods Harm Your Gut Microbiome: What You Should Eat Instead على الرابط:

http://Fast Foods Harm Your Gut Microbiome: What You Should Eat Instead

1 أفكار بشأن “أضرار الأطعمة السريعة على ميكروبيوم الأمعاء وما يجب تناوله بدلا منها”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *